سنكتشف في هذا المقال المراحل الخمس لنموذج التحليل والتصميم والتطوير والتطبيق والتقييم والمُشار إليه باللُّغة الإنجليزية بنموذج "إيه دي دي آي إي" (ADDIE)؛ وهو أحد نماذج التصميم التعليمي، وكيف من الممكن أن تساعد هذه العملية أو تضر بطرائق تقييمك للتعلُّم.
ما هو نموذج "إيه دي دي آي إي"؟
هو عملية تتألف من 5 خطوات تهدف إلى تطوير نشاطات التعلُّم والتدريب المكرَّرة، ويُماثل شيوع هذا النموذج في التصميم التعليمي شيوع نموذج كيرباتريك (Kirkpatrick) في تقييم عملية التعلُّم.
طَوَّرَت جامعة ولاية فلوريدا للجيش الأمريكي (Florida State University for the U.S. Army) هذا النموذج في عام 1975، وما يزال هو النموذج المُعتمَد في التصميم التعليمي للعديد من الشركات، وأُنشِئ هذا النموذج ليكون عملية مفصَّلة بدقة، ومع ذلك فإنَّ معظم العاملين في مجال التصميم التعليمي يعرِفون فقط خطواته الأربع؛ والتي هي: التحليل، التصميم والتطوير، التطبيق، التقييم، وجميع هذه المراحل هي بنفس درجة الأهمية، لكنْ غالباً ما تُولى عناية خاصة لمرحلة التصميم والتطوير، في حين لا يتم تنفيذ باقي المراحل بعناية كبيرة؛ وقد يكون السبب بهذا هو ضيق الوقت لدى فِرَق التعلُّم والتطوير، والذي يدفعها إلى إجراء تطوير سريع أو بسبب ميلنا إلى البدء بالعمل على العناصر الملموسة وإتمامها، على العكس من العناصر غير الملموسة التي لا نوليها نفس الأهمية رغم أنَّها قد تكون هامَّة للغاية.
شرح الخطوات الأربع لنموذج "إيه دي دي آي إي":
1. التحليل:
الهدف الأساسي من هذه المرحلة هو تحليل مهام الوظيفة المرتبطة بالتدريب، وغالباً ما يُقصَد بالتحليل هنا هو تحليل المتعلمين ومتطلبات التعليم أكثر من كونه تحليلاً للأداء؛ على سبيل المثال يُمكِنُكَ إلقاء نظرة لمعرفة ما إذا كان المحتوى يُوفِّر معلومات عن موضوع معيَّن، والنظر في خيارات تقديم البرنامج التدريبي وتقييم الجدول الزمني للمشروع.
معلومة إضافية: لا تتضمَّن هذه المرحلة غالباً تحليل المشروع التجاري وأهداف الأداء المتعلقة بالتدريب ولا الأسئلة التي تهدُف إلى معرفة الأشياء التي يجب أن يقوم بها المتدربون بشكل مُختلِف أو بطريقة أفضل لتحقيق هذه الأهداف، وغالباً ما يُعطى وقت قصير جداً للقيام بهذه العملية التحليلية.
2. التصميم والتطوير:
يُعَدُّ تصميم وتطوير محتوى وموارد وخبرات العملية التعليمية موضوعاً معقداً؛ حيث إنَّه قد يحتاج إلى مقال مُفرَد لهذا الموضوع بالذات؛ لذلك سنُقدِّم شرحاً موجزاً لهذه المرحلة.
تُركِّز مرحلة تصميم التدريب في كل من تصميم تجربة التعلُّم والمواد اللازمة لدعم هذه التجربة، ويُبنى التصميم الجيِّد على نتائج عملية التحليل، وبمجرَّد انتهاء عملية تصميم التجربة التعليمية يأتي دور عملية التطوير التي تُركِّز في إنشاء تلك المواد والخبرات وتطويرها.
معلومة إضافية: كما ذَكرنا آنفاً؛ يتم استيعاب مرحلة التصميم والتطوير وتنفيذها جيداً بشكل عام؛ ولذلك لا يُوجَد ما يجب أخذه في الحسبان على وجه الخصوص.
3. التطبيق:
تتكوَّن هذه العملية من تنفيذ وتقديم المحتوى المُصمَّم، ولا يُمكِنُك أن تضعَ المحتوى التعليمي موضع التنفيذ بشكل عشوائي في نظام إدارة التعلُّم (LMS)، وتأملَ بتحقيق أفضل النتائج، وإلَّا فإنَّك تخاطر بتضييع كل الوقت والطاقة والجهد الذي استثمرته في تصميم المحتوى؛ ولهذا يجب أن تضع في الحسبان اتِّباع أفضل وسائل عملية التطبيق، ويتضمن هذا الطريقة التي سيكتشف من خلالها المُتعلِّمون المحتوى، بالإضافة إلى تسهيل عملية الوصول إليه والتحسين المستمر الذي يضمن حفاظ المحتوى على فعاليته وهدفه.
معلومة إضافية: تُولى أهمية أكبر للتنفيذ الصحيح وخاصةً مع ازدياد الوعي بأهمية التعلُّم الاجتماعي وازدياد توقعات المتعلمين فيما يتعلق بالتعلُّم الرقمي بالنظر إلى تجاربهم الرقمية في الحياة الشخصية، وهذا أمر إيجابي؛ وذلك لأنَّك لن تحصل على أفضل النتائج إذا كانت عملية التنفيذ سيئة حتى لو صَمَّمتَ أفضل دورة تعليمية؛ أي بعبارة أخرى فإنَّ عمَّلية التنفيذ هي خطوة هامة يجب ألَّا يتم تجاهلها.
4. التقييم:
الهدف من هذه العملية هو تقييم جودة وفعالية عملية التصميم التعليمي، ويعتقد الكثيرون أنَّ مرحلة التقييم هي آخر ما يجب القيام به في هذا النموذج، لكنْ في الواقع فإنَّ هذه المرحلة هي جزء من جميع المراحل الأخرى؛ أي يجب أن يتم تقييم التحليل والتصميم والتطوير والتنفيذ.
معلومة إضافية: بدلاً من جعل عملية التقييم المرحلة النهائية من العملية ككل، يجب الاستمرار في التقييم طيلة مراحل العملية لضمان المعالجة المُبكِّرة لأيَّة مشكلة طارئة، وإلَّا فإنَّه من المُحتمَل أن تبدأ بتطبيق الدورة التدريبية قبل أن تُدرِكَ أنَّها مبنية على كمٍّ هائل من الأخطاء التي كان يجب تلافيها، ويتضمَّن هذا النموذج أيضا تقييماً داخلياً وخارجياً؛ حيث يُمكِنُكَ الحصول على مدخلات وتوجيهات من قِبَل الأشخاص التاليين:
- أشخاص لديهم معرفة كافية بمشروعك حيث يفهمون قراراتك.
- أشخاص لديهم منظور جديد ويناقشون افتراضاتك.
في الختام:
نموذج "إيه دي دي آي إي" عبارة عن إطار عمل مثالي لتصميم البرامج التعليمية القابلة للقياس تحديداً، بشرط أن تتم متابعة تنفيذه عن كثب؛ والسبب بذلك أنَّه مُصمَّم كمنهج عمل يقوم على النتائج، وإذا أَجريتَ التقييم لكل مرحلة من مراحل التدريب، فمن المرجَّح أن يظل العمل منسجماً مع أهداف ونتائج العملية التي حُدِّدَت في البداية خلال مرحلة التحليل، وإحدى الطرائق لضمان إجراء تحليل فعَّال هي التخطيط الواضح لكيفية انسجام كل العناصر مع بعضها.
أضف تعليقاً