لا تقتصر أهمية استخدام العناصر البصرية في العروض التقديمية على ترفيه الجمهور فحسب؛ بل تساعدهم على تذكر الحقائق، وتنشط ذاكرة المُتحدِّث في حال نسي فكرة ما فجأة، كما تفيد الحضور الذين لا يستطيعون تذكُّر المعلومات التي تُقدَّم شفهياً، ويحتاجون إلى عرضها بصرياً، وسيكون الخطاب والمعلومات أكثر تميزاً إذا خصصت الوقت الكافي لإنشاء عناصر بصرية مناسبة ومثيرة للاهتمام.
لا شكَّ أنَّ العناصر البصرية فعالة في الخطابات، ولكن إن لم يستخدمها المُتحدِّث استخداماً مناسباً، فسوف تقل جودة عرضه بدلاً من أن تتحسن، وسيتشتت انتباه الجمهور.
نستعرض فيما يأتي:
6 نصائح لاستخدام العناصر البصرية في العروض التقديمية بفاعلية:
1. تأكَّد أنَّ جميع الحضور يستطيعون رؤية العناصر البصرية:
قد تبدو نصيحة بديهية، لكنَّ الكثيرين لا ينتبهون لهذه النقطة، فحينما تستخدم العناصر البصرية في العروض التقديمية، عليك التأكد من أنَّ الجميع يرونها بسهولة، فيغفل المُتحدِّثون عن هذا الأمر عادةً؛ لأنَّهم لا يعرفون شكل وبنية قاعة العرض جيداً.
تتيح معاينة القاعة في وقت مبكر للمُتحدِّث تلافي أية مشكلات محتملة، ويثير عدم القدرة على رؤية العناصر البصرية استياء الحضور؛ لذا احذر من ارتكاب هذا الخطأ، لا سيَّما عندما تحتوي العناصر البصرية على حقائق أو تفسيرات هامة، فإن لم يستطع الجمهور رؤية هذه المعلومات الإضافية، فربما لن يتمكنوا من فهم رسالتك أبداً.
2. اشرح ما تمثِّله العناصر البصرية عند عرضها:
ثمة مبدأ أساسي عليك تذكُّره عند استخدام العناصر البصرية في العرض التقديمي، وهو أنَّ الجمهور يستطيع إما قراءة النص أو الإصغاء إليك، ولكن ليس كليهما، ما يعني أنَّه عند عرض عنصر بصري، عليك شرح محتواه وأهميته فوراً، أما إذا تأخرتَ عن شرحه، فسوف يشتت ذلك العنصر انتباه الجمهور، ولن يساعد على توضيح الفكرة.
3. أزِل العناصر البصرية بعد الانتهاء من شرحها:
عليك إزالة العنصر البصري بعد الانتهاء من التحدُّث عنه، وإلا سيستمر بعض الحضور في النظر إليه أو قراءة محتواه مجدداً، ونتيجة لذلك لن يصغوا إليك؛ لذا، إذا كنت تريد أن تشد انتباههم، أزل العنصر البصري عندما لا تتحدث عنه.
4. اجعل عرض الشرائح بسيطاً:
يضع معظم المُتحدِّثين كثيراً من المحتوى والنصوص في شرائح "باوربوينت" (PowerPoint) عند استخدام العناصر البصرية في العروض التقديمية، ولكنَّه خطأ شائع يجب تجنُّبه؛ لأنَّه يثير ارتباك الحضور، ولا يستطيعون أصلاً قراءتها جميعاً.
لن يترك الخطاب بذلك تأثيراً قوياً في الجمهور، لكن ثمة قاعدة فعالة تحل هذه المشكلة، وهي قاعدة 1-6-6، والتي تنص على ما يأتي: أن تتكون كل شريحة من فكرة واحدة لا تزيد عن 6 تعدادات نقطية، وألا تزيد الكلمات في كل تعداد نقطي عن 6، وليس بالضرورة الالتزام بهذه القاعدة بحذافيرها؛ بل استخدمها لتوجيهك في إنشاء عناصر بصرية مميزة يسهل على جمهورك قراءتها وفهمها.
5. استعد لأي مشكلات قد تظهر:
على الرغم من أنَّ العناصر البصرية تفيد العرض التقديمي كثيراً، لكن عليك دوماً الاستعداد للتقديم دون استخدامها، فإذا كنت لا تستطيع توضيح رسالتك دون استخدام العناصر البصرية، فعليك تحضير عرضك من جديد، فالعناصر البصرية هي مجرد وسائل للمساعدة، ويجب أن تتمكن من توضيح النقاط الرئيسة في الخطاب دون الاعتماد عليها.
6. لا تجعل العناصر البصرية أهم منك:
لا ينبغي أن يتضمن الخطاب كثيراً من العناصر البصرية، وإلا سيكون من الأفضل إرسال الشرائح إلى الجمهور عبر البريد الإلكتروني للاطلاع عليها بدلاً من تكبُّد عناء عرضها، وهذا يوفر وقت الجميع، لكن إذا كان هدفك هو إلقاء عرض تقديمي أنت محوره، فلا تدع العناصر البصرية تُغني الجمهور عنك؛ بل استخدمها بفاعلية لتسهم في إيصال رسالتك.
في الختام:
في عصرنا الرقمي هذا، من النادر أن تجد مُتحدِّثاً لا يستخدم العناصر البصرية في خطاباته، ولا مشكلة في ذلك أبداً؛ لأنَّها وسيلة مفيدة جداً، لكن يجب استخدامها بطريقة مناسبة، وإلا ستضرُّ أكثر مما قد تنفع.
أضف تعليقاً