شخصية المدرس، مفتاح نجاح الموقف التعليمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تؤدي العلاقة بين المدرس والطلاب دوراً هاماً في بناء شخصياتهم إلى درجة أنه يمكن عَدُّها المفتاح الموصل إلى نجاح الموقف التعليمي أو إخفاقه.

ومن ثم يحرص علم الصحة النفسية على أن يدخل من السوائل التي قد تبدو في ظاهرها سخيفة ولكنها في حقيقة الأمر تؤدي إلى أن تكون العلاقة بين المدرس وطلابه علاقة صحية سليمة.



وصدق شاعرنا شوقي حين قال:

أرأيت أعظم أو أجل من الذي                 يبني ويُنشِئُ أنفساً وعقولا 

 
إنّ الطلاب الصغار كالمرآة تعكس حالة المدرس المزاجية واستعداداته الانفعالية، فإن هو أظهر روح المرح والاستبشار والانفتاح على الحياة، كان خليقا بطلابه أن يظهروا الابتهاج وروح الود والتجاوب معه.

 

فإن أظهر الاكتئاب والضيق والتبرم وسرعة التوتر، لم يجد من تلاميذه إلا ما واجههم به. كذلك لا ينبت المدرس الذي اضطربت نفسه واختل الجانب الانفعالي من شخصيته إلا تلاميذاً مضطربين انفعالياً ومنحرفين مزاجياً، فالمدرس الذي يتصف بأنه شديد الميل إلى العدوان والسيطرة يضطر تلاميذه إلى أن يكونوا جبناء ينزعون إلى الإنسحاب أو إلى أن يكون الواحد منهم كثير الميل إلى العدوان.

 

وهم يحاولون التنفيس عن هذا الميل عن طريق معاكسة زملائهم واتخاذ العنف وسيلة للتعامل مع الناس عموماً ويلاحظ أن المدرس الذي يحقر تلاميذه ويهون من شأنهم ويسخر من قدراتهم، يضطرهم إلى أن يسلكوا سبيل الغش والكذب والخداع حتى يمكنهم أن يتعاملوا مع مطالب مدرسهم المتعسفة.

 

فالعلاقة بين المدرس وتلميذه ليست أمر بسيطاً، إذ تحددها وتتدخل فيها مجموعة من العوامل المعقدة. فالتلميذ قد يتأثر بعلاقته بمدرسه وبعلاقته بوالديه. بمعنى أن العلاقة التي تربطه بأبيه إذا كانت علاقة احترام فإنه يحترم المعلم، وإذا كانت علاقة سيئة فإنه يسيء إلى المعلم.

 

كذلك فإن نظرة التلميذ إلى مدرسه قد تتأثر بنظرة والده أو نظرة المجتمع الذي يعيش فيه إلى المدرسين عامة. فهذه النظرة تحدد درجة تقدير التلميذ أو عدم تقديره لمدرسيه.