رسالة إلى كل من المعلمة والمعلم (9)

رسالة إلى كل من المعلمة والمعلم (9)



3- ممارسات غير ملائمة لهذا العمر(2-6)

لا نريد باللعب ألعاب الكمبيوتر أو السوني ولا ألعاب المنافسة ككرة القدم بل نريد الألعاب المفتوحة لأن اللعب تجربة بلا نهاية محددة فالطفل هنا هو الذي يبادر باللعب بدون رسم مسارات مُسبقة لما نريد أن يصل إليه بل نهيئ له مساحات وأدوات ليقوم باللعب العفوي غير محدد النتائج وهذه قضية مهمة ولا يتقبلها الكثيرون ولست أدري لماذا؟ وهذا يذكرني بالتفكير فهناك أنواع من التفكير الهدف منها التفكير للوصول إلى نتائج محددة سلفاً أو البحث عن حجج لهزيمة الخصم... الخ، بل التفكير لمجرد التفكير وتوليد أفكار، ربما، وربما لا يتم توليدها، لا نعرفها ولا ندري إلى أين تقودنا.

 

والمؤسف له أنّ اللعب أصبح حالة غير مرغوب فيها في ظل رغبة البعض في دفع الطفل إلى التعلم الأكاديمي المبكر وبدأ هذا التوجه يغزو بعض المدارس التي تحوي صفوفاً تمهيدية لتهيئة الطلاب، في زعمهم، للصف الأول. فترى أنهم يعلمونهم ولو بشكل بسيط مهارات حسابية ومهارات القراءة والكتابة مع أن الطفل في هذه المرحلة أحوج ما يكون إلى التعلم، ولا أقصد تعلم القراءة والكتابة فالتعلم كلمة معناها أوسع من تعلم هذه المهارات فقط، باللعب والخيال والمجاز كالقصص واستخدام الحواس كلها.

 

والمشكلة الأخرى بعد محاولة إكسابهم مهارات الكتابة والقراءة...الخ، هي الاختبارات القياسية التي قد يخضع لها بعضهم لمعرفة مستوياتهم. وهذه الاختبارات تسبب التوتر ولا تقدم معلومات مفيدة وتؤدي إلى عنونة مؤذية للطفل أو تصنيف له يؤذيه وتسبب التدريس  فقط  للاختبار ولا تنجح في تهيئة جو للتعلم التعاوني وحل المشكلات.

والمشكلة الثالثة الكمبيوتر وألعاب سوني وأمثالهما. لماذا؟

 

يقول توماس ارمسترونج: "لعل أكبر مشكلات الكمبيوتر هي أن الأطفال لا يستطيعون اللعب بها (بالمعنى الأعمق للكلمة) لأن البيئة قد تم بناؤها ووضعت حدود لها من قبل مصممها".

 

ثم تأتي الواجبات واليوم الدراسي الطويل وندرة نومة القيلولة وقلة الفسح. وهذه رابعة أو خامسة أو سادسة الأثافي.

 

 4- نماذج رائعة لمدارس تمهيدي:

  • نموذج RCP)) في كاليفورنيا، وقد أنشأها (Bev Bos) قبل أكثر من 30 سنة وهي غير ربحية ومجتمع يشارك فيه الآباء والأمهاتُ ومحورها اللعب فقط.

 

وقواعد المدرسة: اركض واقفز واحفر واكتشف وتكلم وابن ومزق واسكب واصرخ وانشر واطرق وارسم ولون وغنِّ والعب وإفحص واحلم. وفي الخارج هناك مساحات للجري وأكوام تراب وحدائق وغرفة للأدوات الميكانيكية وسفينة بسلالم وحبال وعجلة قيادة وفي الداخل حوض أسماك وشاحنات وكراسي وثلاجة وعرائس وكتب وأدوات طبخ…الخ.

 

ولا وجود لصوت معلم يسيطر ويوجه بل عبارات التوجيه القليلة ومشاركة الأفكار والحوار والغناء والقصص.

ولمن أراد المزيد

http://www.rosevillecommunitypreschool.org/

 

  • مدرسة: (Reggio Emilia)

 

ما يميزها هو الآتي:

أولاً: المعلمون متعلمون وطلاب:

فالتزام المعلمين طويلَ الأمدِ تعزيز فهمهم للطلاب هو جوهر فلسفة هذه المدرسة. فالمعلم يطور نفسه بأهداف يضعها هو. كما أن استقلالية المعلمة واضحة في غياب كتب إرشادات المعلم وتوجيهات المنهج واختبارات قياس الإنجاز. وعلى المعلمين بدون كل ما ذكرت أن يَكونوا ملاحظين متمرسين لطلابهم ليتمكنوا من إعداد منهجهم وخططهم بأنفسهم.

 

ثانياً: دور البيئة المحيطة بالطلاب:

ويُشار إليها بالمعلم الثالث. فمن أهداف تخطيط مساحات جديدة وإعادة ترتيب القديم دمج الفصل في المدرسة والمدرسة في المجتمع المحيط بها. والتمهيدي مليء بالنباتات الداخلية والعنب ومضاء بالضوء الطبيعي. والصفوف مفتوحة على فناء مركزي والمطابخ ظاهرة والوصول إلى الخارج يمكن أن يتم عبر النوافذ الكبيرة والحدائق والأبواب في كل صف من الصفوف. والمداخل تلفت إنتباه الداخلين بالمرايا المثبتة على الجدران والأسقف والأرض والصور وأعمال الطلاب وحواراتهم معلقة هنا وهناك............الخ.

 

ثالثاً: مشاريع طويلة المدى بوصفها مراكب للتعلم:

فالمنهج يحتوي على مشكلات حياتية حقيقية على الطلاب البحث عن حلول لها مع أقرانهم خلال فرص متعددة للإكتشاف والتفكير. وموضوع البحث قد يأتي من ملاحظة المعلم للطلاب في أثناء لعبهم أو من أحداث تقع مصادفة تلفت انتباه الطلاب والمعلمين. والمعلمون يعطون قيمة كبرى لقدرتهم على الارتجال والاستجابة لاستعداد الطلاب للاستمتاع غير المتوقع.

 

وتبدأ المشاريع بملاحظة المعلم طلابه وسؤالهم عن موضوع يشوقهم. وبناء على جوابهم يقدم المعلمُ الأسئلة والمواد والفرص التي تستثير الأطفال للمزيد من الاكتشاف والبحث. وبينما تكون بعض استثارات المعلم متوقعة، فإن المشاريع تسير في طرق غير متوقعة نتيجة للمشكلات التي يعرضها الطلاب. ومن ثم تدور المناهج حول مشاريع بلا نهاية محددة وطويلة الأمد وقائمة على نشاط متبادل بين معلم موجه ونشاط يبادر به الطلاب.

 

رابعاً: لغات الأطفال المئة:

وفي أثناء مسيرة الطلاب في السؤال والبحث وفحص واختبار فرضياتهم يتم تشجيعهم على وصف فهمهم باستخدام واحدة من كثير من اللغات الرمزية كالرسم والنحت والتمثيل والكتابة. فهم لا يعبرون عن الفهم بالكلمات فقط بل برموز مختلفة فالرسم مسار وقناة رمزية والنحت كذلك والتمثيل قناة أخرى تستخدم البدن وهكذا.

 

ومن المهم الإشارة إلى ما يأتي:

هذا النموذج يختلف عن غيره في قضية مفهوم المعلم الكفء. فمثلاً، يصرح المعلمون هناك بالحيرة والإرتباك بوصفهم مساهمين في موضوع التعلم ون ثم كان من استراتيجيات التعليم السماح بالخطأ من المعلمين أو أن يبدأ أحدهم مشروعاً لا يدري إلى أين يوصله أو كيف ينتهي.

 

وأيضاً من النقاط الجديرة بالذكر أهمية قدرة الطفل على أن يفاوض ويناقش أقرانه مما يجعل تدخل المعلم في نزاعات الأطفال البسيطة غير ضروري.