أهمية البرامج التدريبية في الحفاظ على البيئة

يقدم عديد من الأشخاص العون إلى مجتمعاتهم المحلية أو يتبرعون للجمعيات الخيرية البيئية في دعم يوم الأرض كل عام. تلك الجهود السنوية للتفكير في البيئة لها تأثير كبير، ولكن مع حجم التغيرات البيئية الحاصلة على كوكبنا، يحتاج الأفراد والشركات على حد سواء إلى تركيز أكبر على تحديد الممارسات المستدامة على مدار السنة.



لحسن الحظ، تزداد الخيارات كل يوم لمساعدة الأفراد والشركات في الحفاظ على البيئة عن طريق تطوير برامج تدريب مستدامة.

كيف تبدأ بالحفاظ على البيئة؟

يمارس الناس عادات لا يدركون في كثير من الأحيان أنَّها تؤذي كوكبنا. إذا لم تعتمد شركتك ممارسات تجارية مستدامة بعد، فأول خطوة للبدء هي التوعية. لا يمكن لموظفيك إجراء تغييرات فردية إذا كانوا لا يعرفون مدى ضرر عاداتهم، أو لم يكونوا على دراية بالخيارات التي تحافظ على البيئة.

إلى جانب التوعية، يتعين علينا تقديم الحلول، إذ لا يكفي إخبار الناس بأنَّهم يؤذون البيئة دون تقديم حلول عملية وواقعية لحل المشكلات.

يجب ألا يكون الخوف هو الدافع أو أساس العمل المستدام طويل الأمد الذي نحتاج إليه لحل مشكلة تغير المناخ، بل الأمل بمستقبل أفضل لنا جميعاً.

وجد استطلاع حول تغير المناخ ما يلي:

  • يقر 70% من الناس في الولايات المتحدة أنَّ المناخ يتغير، مما سيضر بالنباتات والحيوانات، ويؤثر في الأجيال القادمة.
  • يقول 66% من الناس في الولايات المتحدة إنَّهم لا يتحدثون عن تأثير تغير المناخ في البيئة.
  • يقول 75% من الناس إنَّهم لم يسمعوا وسائل الإعلام تتحدث عن تأثير تغير المناخ في البيئة.

قد تكون مؤسستك في طليعة المؤسسات التي تتبنى الممارسات التجارية المستدامة، أو لم تأخذ هذه الممارسات في الحسبان على الإطلاق.

أياً كان موقف شركتك، عليك بالتوعية وتقديم الحلول، وبرنامجك التدريبي هو الخيار المثالي لتعزيز العادات والمبادرات التي تحافظ على البيئة.

موقف الشركات من الحفاظ على البيئة

تعني الاستدامة تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة.

تركز كل شركة على جني الأرباح، لكنَّها لا تركز على الأثر الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للشركة. بالتأكيد أنت تريد تحقيق الربح لشركتك، ولكن هذا مرتبط بالتأثير الذي تحدثه في العالم الخارجي أيضاً.

يزداد اهتمام عالمنا يوماً بعد يوم بإنشاء برامج تدريبية مستدامة، وتحظى الشركات التي تعتني في البيئة بموظفين أكثر اندماجاً ورضا، ناهيك بالميزة التنافسية في توظيف المواهب.

وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على 1000 شخص من جيل الألفية ما يلي:

  • يقول 70% من الموظفين الأمريكيين إنَّهم سيكونون أكثر ولاءً للشركة التي تساعدهم على المشاركة في حل المشكلات الاجتماعية والبيئية.
  • يختار 58% من الموظفين في الولايات المتحدة العمل في الشركات التي تهتم بالقضايا الاجتماعية والبيئية.

استفادت شركات عملاقة مثل جوجل (Google)، ونايكي (Nike) من الاهتمامات البيئية لموظفيها ونموذج عملها، وتعمل على تحقيق الاستدامة بنسبة 100% إلى جانب شركات أخرى. يتعلق الأمر بتحديد اتجاه واضح، والصراحة، وإجراء حوار مع الشركاء المناسبين، والاهتمام بالقضايا الهامة.

إذا كان قادتك لا يعتقدون أنَّ الاستدامة ممارسة تجارية جيدة، فثمة أدلة عديدة تشير إلى أنَّ الشركات المستدامة تقدم أداء مالياً إيجابياً كبيراً، وقد بدأ المستثمرون يقدرون صنيعها هذا.

ستقود الشركات التي تبادر إلى اعتماد الاستدامة في استراتيجية أعمالها الابتكار وتولد الحماسة والولاء لدى الموظفين والعملاء والموردين والمجتمعات والمستثمرين.

إقرأ أيضاً: تأثير مدرب البرامج التدريبية على نتائج التدريب

أهمية التدريب في الحفاظ على البيئة

ربما تقول: "أود تعزيز اهتمام شركتنا في البيئة، ولكن لا أملك سلطة أو نفوذ لتحقيق ذلك". ولكن إذا كان لديك أي تأثير في عمليات ومحتوى برنامجك التدريبي، فبإمكانك فعل الكثير.

لا تستطيع أي شركة تحقيق استدامة كاملة بين عشية وضحاها. كما ذكرنا أعلاه، يبدأ الأمر بالتوعية وتقديم الحلول العملية، وهذا شيء بمقدور برنامجك التدريبي فعله.

إذا كانت القوى العاملة لديك تهتم في الحفاظ على البيئة، فإنَّ خطوتك التالية هي بدء المحادثات حول التغييرات التي يمكنهم إجراؤها في العمل والمنزل. لن تجد صعوبة كبيرة في إقناع معظم الموظفين بتعلم كيفية المساهمة.

قد تكمن الصعوبة في الحفاظ على الزخم الأولي. لذلك، عليك تحديد أهداف قابلة للتحقيق تتوافق مع قيم مؤسستك وقيم موظفيك، والانطلاق منها في إيجاد طرائق للتحسين المستمر.

ثمة موارد كثيرة متاحة تساعد شركتك على تحقيق الاستدامة، ومشاركة هذه الموارد مع الحلول يُمكِّن موظفيك من إجراء تغييرات بسيطة بمرور الوقت مما يؤدي إلى إحداث تأثير كبير في النهاية.

يرغب كثير من الأشخاص في إحداث تأثير أكبر للمساعدة في تغيير التأثيرات التي يحدثها البشر في البيئة، لكنَّهم لا يعرفون كيف يمكنهم التأثير في مثل هذه المشكلة واسعة النطاق كأفراد. بوسع برنامجك التدريبي أن يكون مصدراً مستمراً للمعرفة والأمل الذي يدفع الأشخاص إلى التصرف بناءً على اهتمامهم في الحفاظ على البيئة.

برامج التدريب المستدامة والتعلم عبر الإنترنت

إذا كنت جاداً بشأن الاستدامة، لكنَّك لم تحسن التدريب باستثمار فرص التعلم عبر الإنترنت بعد، فقد حان الوقت لممارسة ما تعظ به.

تعني أحدث التطورات في تكنولوجيا التعلم أنَّ تقديم محتوى التدريب وإدارته عبر الإنترنت يفيد برنامجك بعدة طرائق، ومنها جعله أكثر فائدة للبيئة والسماح لك ببناء برنامج تدريبي مستدام.

إجراء التدريب كاملاً عبر الإنترنت ليس حلاً واقعياً أو فعالاً، ولكن عندما تنقل معظم تدريبك الشخصي إلى التدريب عبر الإنترنت، يتسنى لك تقليل الموارد المستخدمة للمواد الدراسية والحد من استخدام المواصلات.

إضافة إلى الفوائد البيئية، فإنَّ برامج تدريب الموظفين التي تستخدم التعلم عبر الإنترنت أجدى اقتصادياً وأنفع من تلك التي تعتمد على جلسات التدريب التقليدية في الصفوف الدراسية. إنَّ توفير التعلم عند الطلب للموظفين في أي وقت وفي أي مكان يسمح لهم بالتعلم على نحو أسرع وزيادة إنتاجيتهم في عملهم اليومي، إلى جانب تحسين الاحتفاظ بهم وتطبيق ما تعلموه من التدريب في الوظيفة.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لكتابة أهداف التعلُّم عبر الانترنت

في الختام:

يعد التدريب أحد الجوانب التي تمكِّن شركتك من تحقيق الاستدامة. سواء كنت تستخدم التدريب عبر الإنترنت أم ليس بعد، نأمل أن يلهمك هذا المقال للنظر حولك والعثور على طريقة يمكنك من خلالها إحداث تغيير نحو الأفضل اليوم.




مقالات مرتبطة