إذا اكتشفت أنَّ الخوف يعيق قدرتك على التحدث أمام الجمهور، فلست مضطراً للتغلب على مخاوفك كي تجيد الإلقاء؛ لأنَّها لن تختفي كلياً، فحتى أعتى المتحدثين الذين يلقون خطابات أمام جماهير غفيرة لم يتمكنوا من التخلص من خوفهم. لذا، نستعرض فيما يلي 5 طرائق لتخفيف الخوف لتتمكن من تقديم أداء مثالي.
5 طرق لتقليل الخوف من التحدث أمام الجمهور
1. الاستعداد
صحيح أنَّها خطوة بديهية، لكنَّها هامة لتهدئة مخاوفك، فهي تقتضي الإلمام بالمادة إلماماً تاماً، بحيث لن تضطر إلى التفكير كثيراً فيما ستقوله، والتأكد أيضاً من إعداد جميع الترتيبات اللازمة مسبقاً. عليك أن تكون مركزاً ومرتاحاً، بدلاً من المسارعة لتقديم المعلومات. تُعد قوائم المراجعة مفيدة للتأكد من التطرق إلى جميع التفاصيل. وإن أمكن، قدم عرضاً تجريبياً باستخدام جميع المعدات السمعية والبصرية قبل حلول موعد الإلقاء، وادعُ أصدقاءك لمساعدتك في التدرب على إلقاء الخطاب، حيث يستطيعون مساعدتك في مراجعة المواد أو طرح أسئلة صعبة أو التصرف بلا مبالاة مثل بعض الحضور. تدرَّب على أصعب السيناريوهات كي لا يفاجئك أي شيء عندما يحين وقت العرض.
يمكن أن يساعدك اتباع روتين معين قبل الصعود إلى المنصة على الاستعداد نفسياً أيضاً، مثل الاستماع إلى أغنيتك المفضلة، أو ترديد عبارات التشجيع.
2. الواقعية
بعض المخاوف حقيقية؛ لكنَّ بعضها ليس كذلك؛ فإذا كان عليك عرض 100 شريحة خلال 30 دقيقة، فخوفك من نفاد الوقت مبرَّر تماماً، وعليك اختصار تلك الشرائح. على الجانب الآخر، احتمال أن يستهجنك أحد الحضور وأنت تتحدث ضئيل للغاية. إليك فيما يلي طريقة تساعد على أن تكون واقعياً بشأن مخاوفك: عندما يصيبك القلق قبل إلقاء عرض كبير، ارسم ثلاثة أعمدة على ورقة، وسجل في العمود الأول الحدث الذي تخشى وقوعه، وفي العمود الثاني أسوأ ما قد يحدث في حال وقوعه، وفي الثالث أفضل ما يمكن أن يحدث.
على سبيل المثال: قد تخشى التعثر على المنصة، وأسوأ ما قد يحدث هو أن يصوِّرك شخص ما وينشره على موقع "يوتيوب" (YouTube)، ليلقى الفيديو انتشاراً كبيراً؛ ولكنَّ أفضل ما قد يحدث هو أن تُظهر للعالم أنَّ جميع البشر سواسية ويرتكبون الأخطاء، فتزداد بذلك شعبيتك. نميل نحن البشر إلى التهويل، ونتصور أسوأ سيناريو ممكن. لذا، تأكد من أنَّ مخاوفك واقعية.
3. إظهار الضعف
قد تعتقد بأنَّ الثقة بالنفس تقتضي منع أي شيء من التأثير فينا؛ ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ ضعفنا يمكن أن يكون أعظم قوتنا، فإظهار إنسانيتنا هو السبيل للتواصل مع الجمهور، ما يعني أنَّنا نمتلك عيوباً ونرتكب الأخطاء، وبالتالي نسمح للجمهور بالتعرف علينا، فلا نستطيع التواصل معهم إن لم نفسح لهم المجال لذلك أولاً، فهم لم يقرروا الحضور للحصول على المعلومات فحسب؛ بل لينتابهم إحساس معين، وينشئوا علاقات جديدة. كلما زاد اهتمامك بالموضوع الذي تطرحه، أثرتَ اهتمام الحضور به أكثر، وشعروا بما تشعر به. أحياناً، أفضل طريقة للتأثير في الناس هو التحدث عن تجارب شخصية.
4. الحضور الذهني
لا يعني وجودك على المنصة أنَّك حاضر بكل كيانك؛ إذ يركز الجمهور على ما تفكر وتشعر به أكثر مما تقوله وتفعله، مما يعني أنَّك يجب أن تكون حاضر الذهن تماماً لإنشاء تواصل حقيقي. ابحث عن أشياء تساعدك على الحضور الذهني حتى قبل الوصول إلى الصالة، فإذا شعرت بالقلق أو فقدتَ الإلهام، افعل شيئاً ممتعاً ومختلفاً يزيل التشوش الذهني ويعزز الحضور، أما إذا أصابك التوتر وأنت على المنصة، فأسرع طريقة للحضور الذهني هي الشعور بقدميك على الأرض وأخذ نفس والبحث عن وجه ودود بين الحاضرين، لتعيد التركيز على اللحظة الراهنة.
5. تقديم المعلومات بسخاء
أكثر طريقة تخفف مخاوفك عند الإلقاء هي تقديم المعلومات بسخاء للجمهور؛ إذ يجب أن يكون هناك سبب جوهري يدفعك لإلقاء حديث أو تقديم أداء أكثر من كونه مجرد عمل عليك القيام به، ألا وهو توصيل رسالة يستفيد منها الحضور في وظائفهم ومع فِرقهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم. قد تكون هذه الرسالة فكرة أو مصدر إلهام أو توجيه أو تجربة. حدد ما تريد أن تمنحه للناس، وكيف تستطيع مشاركته بشغف وسخاء، ومدى الضعف الذي يمكنك إظهاره في هذه العملية.
في الختام
عليك أن تطبِّق هذه الخطوات الخمسة باعتدال، أي لا تعتد بنفسك أكثر من اللازم لكيلا ينفر الجمهور من الاندماج في خطابك، ولا تتواضع أكثر من اللازم، فتفقد ثقتهم بك ولا يقتنعون برسالتك. يفصل خيط رفيع بين الحالتين، وتزداد أهمية الحضور الذهني للتصرف بحكمة. عليك أن تعدِّل سلوكك باستمرار لتتواضع بثقة وتثق بنفسك بكل تواضع.
أخيراً، ابحث عن أشخاص يساعدونك على تخفيف الخوف من التحدث أمام الجمهور، والتدرب على الاستعداد والتفكير بواقعية وإظهار الضعف والحضور الذهني وتقديم المعلومات بسخاء، وتوصيل رسالتك بفاعلية.
أضف تعليقاً