وكلما استمتع الموظفون بالتدريب وعملوا على تعزيز نموهم، ازداد احتمال استمرارهم في العمل وتحسين مهاراتهم مع المؤسسة؛ حيث يؤدي التفاهم بين أفراد الفريق إلى مزيد من النمو الشخصي والمهني، وبالتالي تحقيق المزيد من النجاح للموظفين والمؤسسة.
4 استراتيجيات لإنشاء تجارب تعلم فعالة لتحسين اندماج المتدربين في التدريب
1. إضفاء لمسة شخصية على تجربة التعلم
في كثير من الأحيان، نختار الطريقة الأسهل ونكتفي بإسناد التدريب للموظفين، ثم إرسال إشعارات ورسائل تذكير موحدة لهم عبر برامج معينة دون تدخل منا.
لتعزيز اندماج الموظفين في العمل، عليك إثارة اهتمامهم بالتدريب الذي تقدمه. أرسل لهم رسائل بريد إلكتروني تخبرهم فيها ما يتعين عليهم القيام به، وتوضح سبب أهمية ذلك من خلال شرح قيمته للجميع، وما إذا التمست قيمته بنفسك، والفائدة التي سيعود بها على المتدربين.
أما إذا كنت تعمل في مكتب، فضَع لافتات أو ملصقات للإعلان عما تقدمه، وإذا كنت تعمل عن بُعد، فيمكنك أن تعلن عنه عبر قنوات التواصل الخاصة بالشركة.
2. إنشاء أنشطة جماعية
حتى لو كان الموظفون يطَّلعون على محتوى التدريب بمفردهم، فلا يزال جعل التدريب تجربة جماعية أمر ممكن. نظِّم أنشطة محددة تدعو من خلالها الموظفين إلى مشاركة ما تعلموه، مما يساعد الجميع على خوض التجربة معاً، وتقديم أفكار ربما لم يتوصل إليها بعض المتدربين عند الاطلاع على المحتوى للمرة الأولى، أو نظِّم مناقشة تتيح للمتدربين التفكر في بعض المفاهيم الصعبة في التدريب. على سبيل المثال: في حال إطلاق تدريب حول "الإدارة الشاملة"، يمكنك جمع مجموعة من المديرين لمشاركة أفكارهم حول كيفية اتخاذ سلوكات شاملة جديدة في مكان العمل.
تستطيع أن تجعل هذه الأنشطة الجماعية ممتعة أيضاً؛ فمثلاً بعد تقديم تدريب حول مهارات العرض التقديمي، يمكنك دعوة المتدربين لممارسة لعبة تساعدهم على اكتساب الخبرة عبر التحدث أمام مجموعات كبيرة بطريقة ممتعة ودون المخاطرة بأي شيء، أو يمكنك تشكيل مجموعات صغيرة لإجراء مناقشات مفتوحة حول المحتوى الذي تدرب عليه الموظفون.
3. المتابعة مع الموظفين
حتى لو انتهى الموظفون من الاطلاع على المحتوى وشاركوا في الأنشطة الجماعية، لا يزال هناك المزيد من الطرائق لإدماجهم في تجربة التعلم الجماعي.
حافظ على حماسة الموظفين عبر المتابعة معهم؛ يمكنك مثلاً تنظيم اجتماع للفريق تشارك فيه شيئاً تعلَّمته عندما شاركت في التدريب بنفسك، أو يمكنك التواصل مع الموظفين كل على حدة وإخبارهم كيف أثَّرت أفكارهم فيك. وحتى بعد أسابيع من إكمال الموظفين للتدريب، يمكنك دعوتهم لمشاركة كيفية تأثير ما تعلموه في عملهم.
4. مواصلة تقديم التدريب
لعلَّك ترغب في إطلاق مبادرة تدريبية أخرى بعد فترة قصيرة من الانتهاء من المبادرة الحالية. ولكن، حتى لو كان موضوع التدريب الجديد مختلفاً تماماً عن موضوع التدريب السابق، فلا يزال بإمكانك ربط ما تعلَّمه المتدربون بمبادرة التدريب التالية.
لنفترض أنَّ فريقك قد أنهى تدريباً حول التحيز اللاواعي، وقررت إطلاق مبادرة تدريبية جديدة حول الإبداع، اشرح كيف أنَّ بعض المهارات والمفاهيم التي تعلموها قد تفيدهم، مثل دور مهارات التفكر والانفتاح الذهني وإعادة التفكير في الافتراضات في تحفيز الإبداع. أنشئ مبادرات التعلم لفريقك باستمرار كي يروا قيمة المشاركة والاندماج.
في الختام
يبدو أحياناً أنَّ التواصل مع زملاء العمل يهم المتدربين بقدر ما يهمهم المحتوى نفسه، إن لم يكن أكثر؛ فإلى جانب اكتساب مهارة أو طريقة تفكير جديدة، تتطور علاقة الموظفين ببعضهم ويندمجون في وظائفهم. أصبح إنشاء تجارب تعلم يشارك فيها جميع الموظفين باستمرار أكثر فائدة وقيمة، لا سيما في وقت بات فيه تواصل الزملاء مع بعضهم خارج نطاق الاجتماعات أمراً صعبا.
أضف تعليقاً