كيف تنقذ تلميذك من الأنفعال؟



الانفعال له أبعاد نفسية إذا تفاقم وعظم، وهو يؤثر في علاقات الفرد إذ قد يؤدي إلى الفرقة بين الأفراد، وبهذه المشكلة يخسر الفرد أعضاء المجتمع الذين يتفاعل معهم، وقد يتحول الانفعال إلى أعراض نفسية، ومن ثم يتحوّل إلى مرض نفسي.

و يتعرض الفرد للمشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وإن إثارتها فوق سطح الأرض تمهد الطريق للأخصائي الاجتماعي إلى علاجها ومتابعتها والعمل على تحديد المشكلة وحجمها وتحديد الصعوبات والأعراض وفرض الفروض والتحليل وتفسير المعلومات ووضع خطة علاجية تطفئ السلوك غير المرغوب فيه، وإن تحديد نوع المشكلة وخطوات حلها تميز الأخصائي الاجتماعي الحاذق بمهنته من غيره.

 

وإنّ البحث عن المشكلة وإيجاد الحلول والمجتمع توافقاً نفسياً وصحياً يفيد المجتمع بخبراته التي اكتسبها من المدرسة ومن البيئة التي عاش فيها ونبذ السلوك الانفعالي بخطوات علمية مستقاه من الكتاب والسنة النبوية المطهرة وكتب التوجية والإرشاد ويصبح عضواً فاعلاً، وسوف نتناول مشكلة الانفعال عند الطلاب سواء في المدرسة أو في المنزل أو الشارع ونقول: الانفعال هو حالة من التغير المفاجئ إذ تتغير تعبيرات الوجه وتحمر العيون وتتشنّج عضلات الجسم. ويُعَدُّ الانفعال بداية للإضطراب النفسي، لأنه يريد تحقيق رغباته وهو لا يســتطيع  تحقيقها بســـــبب نظام أو عادات المجتــمع التي لا تسمح بتلبية الرغبة والتي بسبب انعدامها يحصل الانفعال.

 

وإنّ المرشد الطلابي يعمل على جمع المعلومات عن الانفعال، فقد يكون الســــــبب  مشـــــــاجرة بين التلاميذ أو معــلــومــات مــــن الــوالــديــن أو المعلمين، وعلى المرشد الطلابي الملاحظة غير المباشرة للأنشطة الطلابية، وخاصة النشاط الرياضي، ليكتشف الانفعال غير الطبيعي من خلال ممارسة الطالب للأنشـــــطة اللاصــفـــية أو مقــابـلـة الطـالــــب أو الفحص الطبي.

 

وبعد جمع المعلومات نطبق نظرية التحليل النفسي، وهي رغبات الفرد وكيفية تحقيقها من جهة، ونظام المدرسة والعادات والتقاليد من جهة أخرى، ومع هذه الرغبات والأنظمة تحدث فجوة أو صراع ما بين الرغبات والأنظمة، وينتج عنه الانفعال وهنا ياتي دور المرشد الطلابي وفق الأساليب الآتية:

 

  • التعوذ بالله من الشيطان الرجيم في خطة العلاج تطبق التعوذ بالله من الشيطان على الطالب، ونستمد التعوذ من الحديث الشريف عن سليمان بن صرد - رضي الله عنه - قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يتسابان، وأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه، فقال رسول صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من  الشيطان الرجيم، ذهب منه ما يجد، فقالوا له: إن النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقال: وهل بي جنون؟» وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله  عليه وسلم قال «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
  • حديث الذات: ندرب الطالب على ألّا يغضب، ونقول له: ردد الكلمات الآتية: (يجب ألّا أغضب) (يجب ألّا أغضب)، وإذا انفعل ندربه على الجلوس إذا كان قائماً أو الاسترخاء إذا كان جالساً وهذا من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • تكلفة الاستجابة: أتحدث إلى الطالب عن الانفعال وكيف أنه يؤثر في علاقاته داخل المدرســــة وخــارجها، وأنّه ســــــوف يخســــــر المعلم أو الوالدين أو الأصدقاء.
  • التحصين التدريجي: أي نمنع تطور المشكلة، ونحصر المســــــببات للانفعال سواء من المدرســـة أم من البيئة أو تصرف سلوك يثير الانفعال. والتحصين التدريجي له أهمية بالغة في الأسرة والمعلم.

 

على المعلمين أن يعاملوا الطالب معاملة خاصة لا تثير عنده الانفعال حتى نقطع أسبابه، وإذا تصرف الطالب بسلوك سيئ حُوّل إلى المرشد.

 

أما الأسرة فتُقدَّمُ لها َطرائق حديث الذات السابق الذكر، وتكلفة الاستجابة، وكذلك إزالة أسباب الانفعال بأن نلبي رغباته بغير تكلف. مع ملاحظة طلاب المدارس، وخاصة الطالب المنفعل، ومتابعة الحالة ومدى نجاح الخطة أو إخفاقها.