يعد الباعث الأول على استخدام التعليم الالكتروني في المقام الأول هو مناسبته للطلاب وعلي كل فعندما استخدم الكومبيوتر في فتح آفاق جديدة خارج حوائط الفصول الدراسية التقليدية تزايدت الفرص الخاصة بالتعلم، وتزايدت الخبرات التعليمية، وتوفرت أساليب التواصل والمشاركة بين الطلاب والمعلمين داخل المجتمع الالكتروني للتعلم عبر الشبكات والمشاركة ليست مجرد اتصال بين الطالب والمعلم بل هي أيضا تقدم فرصا للتعامل الافتراضي مع المؤسسات والهيئات الصناعية التي تساهم في تقديم خبرات التعلم.
ولكن هل طلاب التعليم الالكتروني هم الطلاب في المراحل الدراسية فقط؟ وهل خبرات التعلم هي الخبرات الدراسية فقط؟
يستوعب التعليم الالكتروني تشكيلة شديدة التنوع من الممارسات في مجال ديناميكي سريع التغير، لهذا يجب أن يتم تعريفه بحيث يستوعب جميع الخبرات التعليمية الداخلة في اكتساب أو نقل المعارف. وهذه الخبرات لا تقتصر فقط على المواد والمقررات الدراسية الخاصة بالطلاب في مراحل التعليم المختلفة وإنما تمتد لتشمل معارف وخبرات تخص بيئات العمل المتنوعة أيضا.
وليس من قبيل المبالغة التأكيد علي أهمية التعليم الالكتروني وإدارة المعرفة في بيئة العمل، إذ إنه في ظل التغير السريع في جميع أنواع بيئات العمل ولاسيما البيئات التعليمية في الأقسام الإدارية، هناك حاجة مستمرة لتكرار تدريب الأشخاص المرة بعد المرة علي التقنيات والمنتجات والخدمات الجديدة الموجودة داخل البيئة. كما أن هناك حاجة مستمرة وملحة للإدارة والترقية المناسبة لقاعدة المعرفة بحيث تكون متاحة ويسهل الوصول إليها من جانب جميع المعنيين داخل بيئة العمل التعليمية وبالإضافة إلي ذلك، ففي ظروف البيئات التعليمية توجد عوامل أخري تؤكد هذه الحاجة إلي التحديث المستمر وكذلك التدريب المستمر للعاملين.
ويتميز التعليم الالكتروني بكونه قابلا للتطبيق في جميع مجالات تدريب العاملين، بما فيه التدريب بغرض التطوير المهني وتدريب الموظفين الجدد علي أجواء العمل، وتزويدهم بالمعلومات اللازمة عن الخدمات أو المنتجات الجديدة، أو حتى مجرد تحديث وترقية معارف ومهارات العاملين وقدراتهم التنافسية، وعن طريق إتاحة التدريب والتعليم علي الانترنت، تستطيع المؤسسات إلغاء الحاجة إلي الفصول الدراسية التقليدية، مما يقلل التكاليف ويحسن مستويات الوصول إلى المعلومات.
وقد وجد أن إمكانيات التعليم الالكتروني موجودة بالفعل في معظم المؤسسات التي تمتلك كلها تقريباً أجهزة كمبيوتر تمكن موظفيها من الوصول إلى مواد التعليم الالكتروني، وإن كان ذلك محدود التطبيق في الغالب. كما أن أغلبية الدارسين الالكترونيين لهم ارتباطات إيجابية عن التعليم الالكتروني بالرغم من اختلاف الآراء حول هذه المسألة، فقد يميل الأقل تعلما إلى كونهم أقل إيجابية تجاه التعليم الالكتروني.
وهناك العديد من العوامل التي إما تحفزنا أو تثبطنا عن التعليم ومن العوامل الهامة التي تؤثر على التعليم: (موارد الدارس، المكافآت المرتبطة بهذا النشاط التعليمي، درجة توافر المعلومات عن الفرص التعليمية، درجة توافر البيئات التعليمية المناسبة، والمناخ الذي يحدث فيه التعليم، لاسيما المواد التعليمية التي تنشئها الحكومة أو أرباب الأعمال). ويفترض أن معظمنا يتعلم أفضل ما يكون في بيئة تسودها روح التحدي العالية ولهذا هناك حاجة لإعمال الكثير من الفكر والتدبر عند تصميم وإنشاء بيئة كهذه من أجل التعليم. كذلك توجد الكثير من الحواجز التي تمنع أو تؤخر أو تعوق الأشخاص عن التعلم ومن هذه الحواجز: ( نقص التحفيز، انخفاض الدافع، عدم دعم رب العمل، التوقيت غير المناسب، صعوبة الوصول إلي المقررات، والحواجز الجغرافية) ومن هنا فإن هذه العوامل لابد من تقليلها إلي أقل درجة لكي يحدث التعليم فيما بين الأشخاص في بيئة العمل بشكل أكثر فاعلية.
مراجع
- Grorgios Kambourakis; APKI approach for deploying modern secure distributed e-learning and m-learning environments, computer & education (33), 2006. pl – p16. Available at : http://www.sciencedirect.com
- Mohd Hishamuddion Harun: Integrating e- Learning into the workplace, Elsevier Science Inc. Internet and Higher Education ,Vol.8, No.5 ,2002. P.301-310. Available at : http://www.sciencedirect.com
- نبيل جاد عزمي : تكنولوجيا التعليم الالكترونى ، دار الفكر العربي، القاهرة ،2008.
بعد قراءة هذه المقالة يتبين لنا ان المنصات التعليمية ليست فقط من اجل الطلاب ، إن البيئة التي يوفرها التعليم الالكتروني قادرة بالفعل على تقديم افضل عملية تعليمية داخل المؤسسات التجارية والخدمية اذا توفرت لها الفرص والدعم المناسب من قبل الادارة العليا. حيث عرضت الكاتبة افكارها بطريقة تجعل من الفرضية المقدمة في المقالة مقنعة ومفيدة وملهمة للمؤسسات التجارية لتبني ادوات وافكار التعليم الالكتروني.
أضف تعليقاً