يجب أن يكون أسلوب الاستبيان الفعّال بسيطاً وقابلاً للتكرار بدرجةٍ كبيرة، كي لا يكون هنالك أيّ غموضٍ حول تطبيقه بشكلٍ فعّال. في الحقيقة عندما يكون لدى الكوتش ولدى الشخص الخاضع للكوتشينغ علمٌ بالأسئلة، فمن الممكن أن يعجّل ذلك في سير كامل عملية الكوتشينغ.
لقد شاركتُ مرةً في كوتشينغ على عازف كمان لحفلات موسيقية عالمية لمساعدته بسبب تعرضه لتوتر الأداء، فهي حالةٌ لم يواجها من قبل. بكل وضوح، لم يطلب مني مساعدته في تعلم العزف على الكمان. إذ أن المشكلة لم تكن في معرفة كيفية العزف فهو يعلم ذلك مسبقاً أكثر مما اتصور (بالإضافة إلى أنني لا اعرف شيئاً عن كيفية العزف على آلة الكمان).
بدلاً من المبالغة في تعقيد الوضع بنصائح واستشاراتٍ ضعيفةٍ لا أساس لها، شاهدنا معاً تسجيلاً له وهو يعزف في إحدى الحفلات. طلبت منه أن يخبرني ماذا لاحظ من مشاهدته. كما اتضح فإن مجرد طرحي للسؤال عن ما قد شاهده وسمعه قد أعطاه الجواب الذي يريده ليقوم بالتغييرات المطلوبة. لقد لاحظ تغيراً في تنفسه في لحظات "ارتباكه" (وهو مصطلح خاص به). على ضوء هذا الاكتشاف، بدأ بالتركيز على تنفسه عندما يصل إلى هذه الفواصل الموسيقية المحددة وأصبح قادراً على خفض قلقه بشكلٍ كافٍ ليعزف دون عوائق.
في نهاية المطاف يعتبر تحسين الأداء هو القيام بما نعرف أكثر من معرفتنا بما نقوم وذلك سواءً كان لأجل لاعبي الغولف أو عازفي الكمان أو محترفي شركات الأعمال. إذ أن تحرير الأشخاص وفتح المجال لهم ليقوموا بما يعرفونه هو أساس الكوتشينغ. في المرة المقبلة التي تكون فيها انت في موقع الكوتش أو ستبحث لتوظيف كوتش لفريقك، تذكر أن أكثر نهجٍ فعّال للكوتشينغ هو ربط البرنامج بنتائج أعمالٍ واضحة؛ اجعل الأشخاص مسؤولين عن ما يقولون أنه سيفعلونه، قيامهم بما قالوا، والتواصل عندما لا يستطيعون؛ وتبسيط كيفية إنجاز الكوتشينغ.
تدقيق مالك اللحام
أضف تعليقاً