فالشعوب المتقدمة لم تبلغ ما بلغته إلا عن طريق رجالها ونسائها الذين كانوا يوما ما أطفالا صغارا معتنى بهم. والحقيقة أن الأطفال في الدول المتقدمة، عبارة عن ملوك غير متوجين، لما يحيطهم به مجتمعهم من اهتمام وعناية، باعتبارهم الورثة الشرعيين لهذا التقدم الهائل، والمسئولين الوحيدين عن تطور واستمرار هذه المكتسبات. ويكفي أن أعطي مثالا واحدا على ذالك، وهو ما قاله أحد خبراء التربية في الاتحاد السوفيتي سابقاً. يقول: " لقد ألغت الثورة الاشتراكية كل الألقاب والامتيازات، ولم يعد لدينا أباطرة أو قياصرة، لكننا نؤكد دوما، أن في الاتحاد السوفيتي قيصرا واحدا يتمتع بكل الامتيازات، ذلك هو الطفل ".
إن تحقيق حاجات الطفل إلى النمو السليم والتنشئة الاجتماعية الصالحة المتوازنة، يتوقف على الخصوص، على مدى السماح لأطفالنا باللعب وتوفير الإمكانات الضرورية لتحقيق ذلك، مع تنظيم هذا اللعب وتوجيهه وترشيده.
لذا فاختياري لموضوع اللعب عند الطفل، راجع بالأساس لما للعب من أهمية قصوى بالنسبة للطفل. وهذه الأهمية تكمن فيما له من فائدة على تكوين شخصيته وتنشئته الاجتماعية، وفي ارتقاء قدراته، سواء تعلق الأمر بتعلم اللغة واكتسابها، أو بالقدرة على تقمص الأدوار الاجتماعية، أو غير ذلك من النواحي الجسمية أو الانفعالية أو العقلية أو الاجتماعية، مما يهيئه ليكون رجل المستقبل، قادرا على تحمل المسئولية والدفاع عنها، باعتباره طفل اليوم رجل أو امرأة المستقبل.
إن معظم المعاجم السيكولوجية، تكاد تتفق على اعتبار اللعب نشاطا جسمياً وعقلياً ونفسياً، لا يهدف إلى تحقيق أية غاية منفعية خارج اللعب ذاته. كما تتفق على أن ميزة اللعب الأساسية، أن تكون نشاطا نفسيا تلقائيا، لا يصدر تحت أي إكراه أو أي ضغط خارجي.
فاللعب إذن تعبير نفسي عقلي جسدي، تلقائي حر ممتع، مقصود لذاته. وبهذا فاللعب يختلف عن العمل الجسدي، فهذا الأخير (العمل) يرمي إلى تحقيق غرض أو هدف خارج عن العمل نفسه. وأما اللعب، فالغرض منه في ذهن الطفل هو اللعب نفسه. فالطفل يلعب لأنه يريد أن يلعب. أما عندما يذاكر درسه فهو لا يلعب، وإنما يعمل بهدف النجاح الدراسي. هذا ويتميز اللعب بالحرية والانطلاق والخلق والإبداع، بخلاف العمل الذي يلتزم بقواعد معينة خاصة.
وببزوغ القرن 20، تزدهر الدراسات السيكولوجية المتعلقة بموضوع اللعب في كل من أميركا وأوروبا، ولم يقف الأمر على الاهتمام باللعب ودراسته، وإنما يتجاوز الأمر ذلك، إلى إدخاله في المخططات والبرامج التربوية والتعليمية في الدول المتقدمة، علما منها لما للعب من أثر في إعداد وتكوين الناشئة.
هناك عدد كبير من النظريات التي تحاول تفسير الحوافز التي تحث الطفل على اللعب:
- فالبعض يعتبر أن الطفل بحاجة إلى أن يتحرر من فائض في الحيوية والنشاط، أي الطاقة الزائدة.
- والبعض الآخر يقول أحيانا أن الطفل يبدي بواسطة اللعب، حاجة إلى تمثيل دور ما وإلى إطلاق عنان مخيلته.
- وأكد آخرون أنه بواسطة اللعب، يتعلم الطفل كيفية التعرف إلى العالم الذي يحيط به والعمل على التحكم فيه.
إلى هنا يمكن أن نطرح السؤال التالي. ما هي وظائف اللعب في حياة الأطفال؟
- الوظيفة البنائية أو التكوينية، أي أن اللعب نمو.
- الوظيفة التربوية، أي أن اللعب تعلم.
- الوظيفة الإكلينيكية، أي أن اللعب علاج.
وتعتبر أساليب اللعب بالأدوار والتمثيليات الاجتماعية (السوسيودراما، مسرح الطفل..) ذات فعالية في ترشيد العلاقات، بين جماعات الأطفال والتلاميذ في أقسامهم عن مخاوفهم وإحباطاتهم. ويؤدي اشتراك الأطفال في المسرحيات النفسية إلى تحسين تكيفهم مع أنفسهم ومع الآخرين. ولا تعني القيمة الإكلينيكية للعب أنها مجرد طريقة للعلاج، ولكنها أيضا مدخل للتشخيص، وطريقة لدراسة شخصية الطفل، ومعرفة عالم الطفولة، قصد اكتشاف مصدر العلة في بعض اضطرابات الطفل الانفعالية، كالعدوان أو الكذب مثلاً.
- الألعاب التلقائية: حرة، تلقائية، انفرادية..
- الألعاب التمثيلية: تقمص الأدوار، خيالية، إبداعية..
- الألعاب التركيبية: عقلية تؤدي إلى التمييز بين الواقع والخيال..
- الألعاب الفنية: إبداعية: رسم، موسيقى..
- الألعاب الترويحية والرياضية: خصوصا عند المراهق..
- الألعاب الثقافية: لذة القراءة والكتابة..
- لعب التكرار(المسمى أيضا لعب الوظيفية): حيث يسبر الطفل وضع اللعب(بتشديد اللام وفتحه وتسكين العين) أو اللعب(بتشديد اللام وضمه وفتح العين) ويتفحصهما. وقد يعالج الأجسام أيضا بيده. والميزة الأساسية هنا هي المظهر التكراري للحركة.
- لعب التقليد(المسمى لعب التوهم أو الوهم أو التخيل أو الدور): يقلد الطفل هنا أنشطة أو أوضاعا بإعطاء حركاته معنى. فالميزة الأساسية هنا، أن الطفل يستعمل اللعب لتقليد أشخاص أو إعادة تكوين أحداث.
- لعب البناء: حيث يبني الطفل شيئا ذا دلالة، انطلاقا من مكعبات أو معجونات مثلا. والميزة الجوهرية هنا هي الرغبة في تركيب كل ذي دلالة من عناصر لا دلالة لها.
- لعب التجميع(المسمى أحيانا كثيرة لعب تمثل البيئة): حيث يجمع الطفل لعبا تمثيلية بسيطة(بيوت،حيوانات، أشجار..) وينظمها كما في عالم الواقع أو بصورة مختلفة. وتتمثل الميزات الأساسية هنا بالانتقاء والترتيب والتنظيم للعب جاهزة.
من هنا يمكن أن نستنتج خاصيتين أساسيتين يتميز بها سلوك الطفل الصغير بالمقارنة مع سلوك الراشد:
أما بالنسبة للخاصية الثانية : وتتمثل في أن الطفل عبارة عن قوة تنمو أو كما يقول جان شاتو(فرنسا) : إنه حركة تمضي إلى الأمام أو بعبارة أحسن، إنها اندفاع نحو الرشد، إلى مجتمع الراشدين. نجده مثلا في سن ما قبل المدرسة، يحاول أن يشارك الكبار في مجالسهم، كما يحاول أن يقلد أخاه الأكبر أو أباه. كذلك فإن البنت الصغيرة تحاول من جهتها أن تقوم بأعمال المنزل والطبخ... إلا أن هذا الاندفاع يأخذ صورا أخرى غير منظمة. إذ أننا نجد الطفل الصغير يقوم بأعمال كلها حركة لا مبالية. إن هذا الاندفاع الأول هو وسيلة الطفل من أجل أن يعيش وراء حدود نفسه. ومن هنا، يبدأ أول اصطدام بين الطفل والكبار. فالطفل، بحكم خصائص نموه، يود أن يعيش بعيدا عن حدود نفسه، خصوصا أثناء اللعب، ولكن سرعان ما يجد الحواجز التي يخترعها الكبار للإحاطة بالطفولة المندفعة المتحركة، بدعوى تحسين حمايتها. وهنا تكمن الطامة الكبرى، لأن هذا التدخل المبكر من طرف الكبار في هذه المرحلة من مراحل العمر، والتي تعرف بأنها حركة إلى الأمام، يحرم الطفل من خاصية الاندفاع والرغبة في البعد عن طريق ممارسة اللعب بأشكاله المختلفة، فيتحول هذا العمر من الأمل والأحلام، إلى التألم والإحباط والدخول في العالم الحقيقي بمسئولياته وأحداثه قبل الأوان. إن الإنسانية الحق هي أن يمارس الإنسان طفولته بخصائصها الحالمة. وبدون هذه الخصائص، يعيش الإنسان حياة متمزقة، يابسة طوال عمره.
فإذا كنا مقتنعين بقيمة اللعب وبوظائفه السيكولوجية الإيجابية، فإنه لا مفر من أن نطرح سؤالا على أنفسنا، وهو ما نصيب الطفل العربي عموما والطفل المغربي على الخصوص من اللعب؟ وهل نحقق له إشباعا في هذا الجانب؟ وهل الظروف الأسرية والمؤسسات التربوية والاجتماعية المعروفة لدينا جميعا تسمح بهذا التحقيق؟
إن حاجة الطفل إلى اللعب، في بلداننا، أشد من حاجة أي طفل آخر إليه، لأنه محروم منه باستمرار. ففرص اللعب عند الطفل في الأسرة المغربية مثلا غالبا ما تكون مسروقة منه، لأن اللعب بالنسبة لأغلبية الآباء، الذين يجهلون وظيفة اللعب، هو وقت ضائع وشيء تافه وثانوي، بل محرم في بعض الأحيان. لذا ينبغي إبعادهم عنه ما أمكن، ونقلهم منذ الصغر إلى حياة الواقع بكل ما فيها من المرارة والقسوة. فكان نتيجة ذلك أن هدف الطفولة هو أن تتحول إلى رجولة أو أنوثة في أقرب وقت ممكن. وهذا ما نراه في غالب الأحيان وهو الطفل الرجل أو الطفل المرأة، أي الطفل الصغير الذي يحمل هموم ومشاكل الراشدين، كمثال على ذلك الزواج المبكر. ونظرا لحاجاته إلى اللعب لينمو نموا متزنا، فإن حرمانه منه يجعله يعود إليه في المستقبل، ليعوض ما فاته وما هو بحاجة إليه (الطفولة المتأخرة(
إن الأسرة في الوطن العربي لا تتيح إلا مجال ضيق لتحقيق استقلاله الذاتي. فهو يتكل على أمه وذويه في كل شيء، حيث لا يتركونه يعتمد على نفسه، ولا يسمحون له باللعب. ولا شك أن الإفراط في الاتكال وفي الحماية المفرطة ( كما في العقاب) له أثر كبير في نمو شخصية الطفل وتكاملها. مثال ذلك، الأم التي لا تسمح لطفلها أن يلعب وحده في الحديقة أو في الشارع، فتبقيه دوما إلى جانبها، تعيق تحقيق إمكاناته تحقيقا تاما حرا. فالطفل العاقل ، في نظر الأم، هو الذي يجلس إلى جانبها هادئا ساكنا مطيعا. فهي تتصور أن الطفل الحسن التربية والخلق، هو الذي لا يحدث ضجة، ويفعل ما يطلب إليه فعله، ويحترم من هو أكبر منه سنا ويصغي إليه. ونتيجة ذلك، يصبح الطفل في كثير من الأحيان، طفلا خجولا يهرب في وجه التهديد، ولا يقاتل عندما يعتدي عليه طفل آخر، وهو يبكي ويشتكي ويلتمس الرحمة، عندما يقع في الصعوبات.
هذا إلى جانب كون الأسرة مثقلة، بالضغوط التي تفرضها عليها الحياة المادية. ويترتب عن ذلك، أن الضغوط التي تواجه أفراد الأسرة، تجعلهم لا يلتفتون إلى الصغار ولا يقدرون حاجاتهم. وبعبارة أخرى، لا يعرفون ولا يملكون الوعي الذي يجعلهم يعرفون، ويعترفون بأن الصغير من حقه أن يمارس حياته، في جو من الأمن والسعادة. ولكن كيف يتحقق هذا أمام الأمية والجهل من جهة، والمشاكل الاقتصادية العويصة، وعلى رأسها مشكل السكن الغير صحي والغير اللائق من جهة أخرى؟ ذلك أنه حسب إحصائيات رسمية لسنة 82 في المغرب على سبيل المثال، نجد أن توزيع عدد الغرف، يبين أن هناك فقط 23 % من الأسر تستغل أربعة غرف فأكثر، و 53% من العائلات يسكنون غرفتين، و 24% ربما أكثر من العائلات لا يملكون سوى حجرة واحدة، والحجرة الواحدة لا تتسع حتى للمسائل الضرورية، فكيف يخصص منها مكانا ليلعب الطفل؟
إن طبيعة الطفل الحية الديناميكية وما يصاحبها من جري وقفز وصراخ ولعب وما إلى ذلك، تتعارض والحيز الذي يكون من نصيبه في هذا البيت الضيق. وللتخلص منه ومن أسئلته ومضايقاته، يقذف به إلى الشارع بمشاكله المختلفة. ونتيجة ذلك، ما نراه في الشارع خلال العطل المدرسية. ولا تسأل عما يحدث للطفل عندما سيخرج إلى الشارع، لضيق البيت أو لضيق خاطر الأسرة أو غيرها، ليتخذ الشارع مكانا للعب الذي يتقاسمه مع البقال والتاجر والباعة المتجولين، والسيارات والشاحنات والدراجات وغيرها. وكثيرا ما تنتهي هذه الألعاب بمشاكل وحوادث وإصابات. ونتيجة ذلك غير خافية، فمن جهة، اكتساب ألفاظ لغوية بذيئة، تتخذ كسلاح في التعامل مع أفراد المجتمع الذي حرمه من اللعب في البيت وفي الشارع، وحرمه منه حتى في المدرسة. إذ البرامج التعليمية في بلادنا لا تعير للعب أي اهتمام يذكر. فكل الدروس تعطى للطفل وهو جالس، لا ينبغي أن يتحرك، بالرغم أن طبيعته تتنافى وهذا الوضع السكوني الجامد. ومن جهة أخرى تأكد إحصائيات المستشفيات، خاصة أقسام المستعجلات، أن إصابات وحوادث الأطفال ترتفع كثيرا أيام العطل المدرسية.
وهذا كله، على العموم، يعود إلى غياب مجالات اللعب، سواء في البيت، في المدرسة، في الحي، في الشارع... وذلك راجع إلى اكتضاض السكان من جهة، ومن جهة أخرى، عدم التفكير في هذه المسألة من طرف الكبار والمسئولين، عند تصميم السكنى وتخطيط المدن وبناء المؤسسات التربوية، ووضع البرامج المناسبة والملائمة لذلك.
إن الفرق بين الشعوب المتطورة المتقدمة وبين الشعوب المتخلفة، لا يعود إلى سمو عقول هؤلاء وتخلف أولائك بشكل فطري، وإنما كل ما هنالك، أن فرص أبناء الدول المتقدمة تتيح لهم إبراز مواهبهم وميولهم، مما يؤدي إلى تفتح شخصياتهم وسموها. أما أبناء الدول المتخلفة فهي لا تتيح لأبنائها هذه الفرص، فيؤدي ذلك إلى حرمانها من عبقريات تضيع ولا تؤخذ بعين الاعتبار.
تنصح كتب التربية الحديثة أن يترك الطفل يتعامل مع محيطه بحرية واستقلالية، لأنه يحب أن يلعب ويتذوق الأشياء ويفهمها بحواسه مجتمعة. ونعرف بالممارسة أن الطفل يحب اللعب ويحب المحسوس. لذا يجب أن تحل السماحة والتفاهم، مكان إلزام الكبار بالتأديب والنصيحة الأخلاقية الضيقة، والتحريض على التهذيب القديم الصارم. يقول المربي الفرنسي " ألان ": " إن الطفل يسخر من حدائقنا ويصنع لنفسه حديقته بكثير من الحصى والرمل ".
لقد كان خطأ التربية القديمة، أنها كانت تعتبر الطفل رجلا مصغرا، يستطيع أن يفكر كما يفكر الكبار، ولكن في دائرة ضيقة. وله من الميول والرغبات ما للكبار، ولكن بقدر أقل. وينطبق عليه ما ينطبق على الكبار من أحكام خلقية، فيوصف بالكذب إذا لم يخبر عن الواقع، ويتهم بقلة الأدب إذا لعب في حضرة الكبار، وبعدم التربية إذا لم يتصرف تصرف الكبار في أكلهم وشربهم وجدهم ولعبهم.. في الحقيقة، يجب أن نصيح: " الأطفال ضحايانا!! " ضحايا الراشدين طبعا. ومرجع هذه الصيحة، هو أننا نجد أنفسنا عاجزين عن معرفة أطفالنا، وعاجزين عن التعامل السليم معهم. طويلة هي الفترة التي مرت بين الصيحة التي أطلقها سقراط يوم قال: "أيها الإنسان اعرف نفسك ينفسك "، والصيحة التي أطلقها جان جاك روسو في القرن 18، يوم قال: " تعلموا كيف تعرفون أطفالكم، إنكم بالتأكيد لا تعرفونهم بالمرة ". وحتى اليوم، لا يزال جهل الإنسان بنفسه وبالطفولة كبيرا جدا.
إن الاهتمام بالطفولة كان حاضرا منذ بدء الحياة الإنسانية، ولكن الاهتمام باكتشاف الحقائق في هذا المجال وفقا لمنهج العلم، لا زال حديث النشأة. لقد أثبتت أبحاث قريبة العهد، أن الآباء لو تلقوا التدريب والمساعدة قبل ولادة الأطفال، وخلال فترة ما قبل المدرسة، لاستفاد الأطفال كثيرا منهم. لذا فإن علماء التربية وعلماء النفس والاجتماع، مقتنعون كل القناعة بأنه يجب أن نبدأ بتربية الكبار، ذلك لأننا نجد أطفالا عسيرين في وسط يكون فيه الكبار عسيرين، ولا يتحملون المسئولية. وفي الواقع لا يكون الطفل العسير، في أغلب الأحيان، هو المسئول عن وضعه الخاص، ولكنه يصبح عسيرا بسبب سوء حظه فقط. أما السبب الحقيقي لكونه طفلا عسيرا، فيعود إلى سوء تربيتنا العامة.
لذا نجد أنه كلما كان البلد متقدما، كلما ازدادت عنايته بأطفاله. وإذا كان التغيير الاجتماعي والتقدم الاجتماعي في البلدان المتقدمة أسرع مما هو في البلدان المتخلفة، فهذا راجع بالضبط إلى العناية التي تقدمها هذه البلدان لأطفالها بالنسبة إلى حاجاتهم النمائية، وعلى رأسها اللعب. وعلى هذا الأساس يقول فيلسوف صيني في الفرن 3 قبل الميلاد: " إذا وضعتم مشاريع سنوية فازرعوا القمح. وإذا كانت مشاريعكم لعقد من الزمن فاغرسوا الأشجار. أما إذا كانت مشاريعكم للحياة بكاملها فما عليكم إلا أن تثقفوا وتعلموا وتنشئوا الإنسان ". فما علينا إلا أن نوفر اللعب لأطفالنا ليلعبوا صغارا لكي يعملوا كبارا.
المصدر : مجلة المدرس
أضف تعليقاً